البحث الثاني: الاستعانة اصطلاحاً
الاستعانة بالله تعالى هي: طلب المعونة على ما لا قِبل للبشر بالإعانة عليه ولا قِبل للمستعين بتحصيله بمفرده، ولذلك فهي مشعرة بأنّ المستعين يصرف مقدرته لتحصيل الفعل ويطلب من الله العون عليه بتيسير ما لا قِبل لقدرة المستعين على تحصيله بمفرده، فهذه هي المعونة شرعاً، وقد قيل في تفسيرها: بأنّها هي خلْق ما به تمام الفعل أو تيسيره.وهي على قسمين:
- ضروريّة، أي ما يتوقّف الفعل عليها فلا يحصل بدونها، وهي إعطاء الاقتدار للفاعل وتصوّره للفعل وحصول المادّة والآلة، ومجموع هذه الأُمور هي المعبَّر عنها بالاستطاعة، ويعبَّر عنها بسلامة الأسباب والآلات، وبها يصحّ تكليف المستطيع.
- غير ضروريّة، وينبغي أن تُخصّ باسم الإعانة، وهي إيجاد المعين ما يتيسّر به الفعل للمكان حتّى يسهل عليه ويقرب منه كإعداد الراحلة في السفر للقادر على المشي. وبانضمام هذا القسم للأوّل تتمّ حقيقة التوفيق المعرّف عندهم بأنّه: خلْق القدرة والداعي إلى الطاعة والانقياد.