Rss Feed

  1. (13) المفردة الثالثة: إيّاك
    «إيّا» بالكسر مع التشديد ـ كما هو المشهور والمعروف ـ اسم مبهم تتّصل به جميع المضمرات التي للنصب؛ تقول: إيّاك، إيّاه، إيّانا، وجعلت الحروف بياناً عن المقصود ليُعلَم المخاطبُ من الغائب، ولا موضع لها من الإعراب،

    صفحة 319
    فهي كالكاف في «ذلك» فتكون «إيّا» الاسم وما بعدها للخطاب، وقد صارا كالشيء الواحد لأنّ المعارف والمكنيّات بها لا تضاف.
    قال في «النحو الوافي»: «وأمّا الضمائر التي تختصّ بمحل النصب فإثنا عشر ضميراً أيضاً، كلّ منها مبدوء بكلمة (إيّا).
    فللمتكلّم: (إيّاي) وهو الأصل، وفرعه: (إيّانا) للمتكلّم المعظم نفسه أو معه غيره. وللمخاطب المفرد: (إيّاك) وهو الأصل، وفروعه: إيّاك، وإيّاكما، وإيّاكم، وإيّاكن. وللغائب: (إيّاه) للمفرد الغائب، وفروعه: إيّاها، وإيّاهما، وإيّاهم، وإيّاهن.
    فللمتكلّم اثنان، وللمخاطب خمسة، وللغائب خمسة».
    ثمّ قال: «فإن كان الضمير غير مقتصر على نفسه بل في آخره تلك الزيادة اللازمة، مثل: إيّاك، فإنّ الأنسب اليوم إدماج الضمير والزيادة الحتميّة معاً عند الأعراب، وعدّهما بمنزلة كلمة واحدة، بحيث لا نعتبر أنّ الضمير في (إيّاك) وهو كلمة (إيّا) وحدها، وإنّ الكاف حرف خطاب مبنيّ على الفتح لا محلّ له من الإعراب.
    فمن المستحسن رفض هذا التجزي رفضاً قاطعاً، وأن نتّبع النحاة الداعين إلى اعتبار كلمة «إيّا» مع ما يصاحبها لزوماً هما معاً الضمير، وأنّهما في الإعراب كلمة واحدة.
    وهذا الرأي الحسن يناسبنا اليوم، لما فيه من تيسير وتخفيف واختصار، وليس فيه ما يسيء إلى سلامة اللغة وفصاحتها، فنقول: إنّ الكلمة كلّها بملحقاتها ضمير مبنيّ على كذا في محلّ كذا» (1).
    ــــــــــ
    (1) النحو الوافي، عبّاس حسن، انتشارات ناصر خسرو، طهران ـ إيران، طبعة مصوّرة: ج1 ص205 ـ 213.

فهرس الكتاب