Rss Feed

  1. الثالثة: السبب في تقديم العبادة على الاستعانة
    لمّا كان إظهار العبوديّة في قوله: (إِيَّاكَ نَعْبُدُ ) لا يشتمل على النقص من حيث المعنى ومن حيث الإخلاص، إلاّ ما في قول العبد من نسبة العبادة إلى نفسه المشتمل بالاستلزام على دعوى الاستقلال في الوجود والقدرة والإرادة مع أنّه مملوك، والمملوك لا يملك شيئاً، فكأنّه تُدورك ذلك بقوله تعالى: (وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ) أي إنّما ننسب العبادة إلى أنفسنا وندّعيه لنا مع الاستعانة بك لا مستقلّين دونك.
    فقوله: (إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ) لإبداء معنىً واحد وهو العبادة عن إخلاص، ويمكن أن يكون هذا هو الوجه في اتّحاد الاستعانة والعبادة في السياق الخطابي حيث قيل: (إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ) دون أن يُقال: إيّاك نعبد أعنّا.

فهرس الكتاب