البحث التاسع: اللام في قوله «لله»
اللام في قوله «لله» يحتمل وجوهاً ثلاثة:- الاختصاص اللائق.
- الملك، كقولك: الدار لزيد.
- القدرة والاستيلاء، كقولك: البلد للسلطان.
فإن حمل على الاختصاص اللائق فمن المعلوم أنّه لا يليق الحمد إلاّ به لغاية جلاله وكثرة فضله وإحسانه، وإن حمل على المِلك فمعلوم أنّه تعالى مالك للكلّ فوجب أن يملك منهم كونهم مشتغلين بحمده، وإن حمل على الاستيلاء والقدرة فالحقّ سبحانه وتعالى كذلك لأنّه واجب لذاته وما سواه ممكن لذاته، والواجب لذاته مستولٍ على الممكن لذاته.
فالحمد لله بمعنى أنّ الحمد لا يليق إلاّ به، وبمعنى أنّ الحمد مُلكه ومِلكه وبمعنى أنّه هو المستولي على الكلّ والمستعلي على الكلّ.