Rss Feed
  1. البحث الثالث: مفردات آية البسملة

    تشتمل هذه الآية على عدّة مفردات هي، الاسم، الله، الرحمن، الرحيم.
    (1) المفردة الأولى: الاسم
    يمكن البحث عن هذه المفردة من خلال نقاط:
    1. معنى الاسم واشتقاقه
    في هذا اللفظ لغتان مشهورتان. تقول العرب: هذا اسمه وسمه. وقيل: فيه لغتان غيرهما: سِم وسُم. قال الكسائي: إنّ العرب تقول تارةً اِسم بكسر الألف وأخرى بضمّه، فإذا طرحوا الألف قال الذين لغتهم كسر الألف: سِم، وقال الذين لغتهم ضمّ الألف: سُم. وقال ثعلب: من جعل أصله من سما يسمى قال: اسم وسِم، ومن جعل أصله من سما يسمو قال اسم وسُم. وقال المبرّد: سمعت العرب تقول: إسمه وأُسمه وسِمُه وسُمُه وسماه.
    ــــــــــ
    (1) جامع الأخبار، الأعلمي، بيروت: الفصل الثاني والعشرون، ص42.
    (2) المحاسن، للمحدّث الجليل أبي جعفر أحمد بن محمّد البرقي، المتوفّى سنة 274هـ، تحقيق: السيّد مهدي الرجائي، المجمع العالمي لأهل البيت، سنة 1416هـ: باب التسمية، الحديث 1621، ج2 ص208.


    صفحة 193
    وفي اشتقاقه قولان: قال البصريّون: هو مشتقّ من سما يسمو إذا علا وظهر، فاسم الشيء ما علاه حتّى ظهر ذلك الشيء به. وقال الكوفيّون: هو مشتقّ من وسم يسم سمة، والسمة العلامة، فالاسم كالعلامة المعرّفة للمسمّى.
    وحجّة البصريّين في ذلك أنّ جمع اسم هو أسماء، وتصغيره سميّ، وعند النسبة إليه يقال: سمويّ واسميّ، وعند التعدية يُقال: سمّيت وأسميت. ولو كان مأخوذاً من السمة بمعنى العلامة لقيل في جمعه أوسام، وفي تصغيره وُسيم، وفي النسبة إليه وسميّ، وعند التعدية وسمت وأوسمت.
    ولعلّه يمكن إرجاع أحد المعنيين إلى الآخر في جامع قريب وهو الظهور، لأنّ الرفعة نحو علامة والعلامة نحو رفعة لذيها، وهما يستلزمان البروز والظهور، ودأَب اللغويّون والأدباء وتبعهم المفسّرون على جعل المصاديق المتعدّدة مع وجود جامع قريب من مختلف المعنى، مكثرين بذلك من المعاني غافلين عن الأصل الذي يرجع الكلّ إليه، فكان الأجدر بهم بذل الجهد في بيان الجامع القريب والأصل الذي يتفرّع منه، حتّى يصير بذلك علم اللغة أنفع ممّا هو عليه، ولذهب موضوع المشترك اللفظي وغيره من التفاصيل إلاّ في موارد نادرة.

فهرس الكتاب