Rss Feed

  1. «الله» في الرؤية العرفانيّة
    تعتقد المدرسة العرفانيّة أنّ هذا اللفظ المبارك «الله» يطلق بنحوين:
    الأوّل: وهو ما يكون اسماً ـ بالاصطلاح الأوّل ـ وعلماً للذات الإلهيّة المقدّسة بما هي ذات، دون أن يلحظ معها أيّ شيء آخر، وهذا هو الاسم اللفظي، أو الاسم بحسب الاصطلاح اللغوي، وهو ما يُدلّ به على الشيء، سواء أفاد ذلك معنىً وصفيّاً كاللفظ الذي يشار به إلى الشيء لدلالته على معنىً موجود فيه، أو لم يُفد إلاّ الإشارة إلى الذات، كمحمّد وعليّ وخاصّة المرتجل من الأعلام.
    ويصطلحون على هذا الاسم بـ «الله الذاتي» لأنّه يشير إلى خصوص الذات الإلهيّة المقدّسة بما هي هي، من دون ملاحظة أي اسم أو رسم معها،

    صفحة 208
    وهذا معنى ما تقدّم أنّ «الله» اسم علم مختصّ بواجب الوجود سبحانه.
    الثاني: يُراد منه أنّ «الله» اسم من الأسماء الإلهيّة ولكنّه أعظم الأسماء وأشرفها، ويصطلح عليه بالاسم الأعظم أو الاسم الجامع لأنّه محيط بجميع الأسماء والصفات الإلهيّة، ويعبّرون عنه بـ «الله الوصفي» باعتبار أنّه وصف من أوصاف الذات الإلهيّة المقدّسة وتعيّن من تعيّناتها، وهو الاسم العرفاني الذي يعنون به الذات مع تعيّن من التعيّنات.
    قال القيصري في شرحه على فصوص الحكم: «وذكر الشيخ اسم «الله» لأنّه اسم للذات من حيث هي هي باعتبار، واسمها من حيث إحاطتها لجميع الأسماء والصفات باعتبار آخر، وهو اتّصافها بالمرتبة الإلهيّة، فهو أعظم الأسماء وأشرفها» (1).

فهرس الكتاب