البحث الخامس: السبب في التعبير بـ «الحمد لله» لا «أحمد الله»
قد يُقال: لماذا لم يأت التعبير بـ «أحمد الله» كما هو الحال في قوله: (إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ) «وأشهد أنّ محمّداً رسول الله» ونحو ذلك.والجواب: إنّ التعبير بـ «الحمد لله» أولى من التعبير السابق لوجوه؛ منها:
الأوّل: إنّه لو قال: «أحمد الله» لكان قد حمد الله لكن حمداً يليق به وعلى قدره واستعداده، بخلاف ما لو قال «الحمد لله» فإنّه يحمده بجنس الحمد الشامل لكلّ حمد كما سيأتي بيانه.
الثاني: إنّ قولنا «الحمد لله» معناه أنّ الحمد والثناء حقّ لله وملكه، فإنّه تعالى هو المستحقّ لكلّ حمد صدر من حامد. أمّا لو قال «أحمد الله» لم يدلّ ذلك على كونه تعالى مستحقّاً للحمد لذاته.