Rss Feed

  1. السابعة: سؤال وجواب
    قد يقال: إنّ شريعتنا لما كانت أكمل وأوسع من جميع الجهات من شرائع الأمم السابقة، فما معنى أن يسأل السالك إلى الله سبحانه أن يهديه إلى صراط

    صفحة 414
    الذين أنعم عليهم من الأنبياء السابقين؟
    والجواب: إنّ كون شريعة أكمل من شريعة أمرٌ، وكون المتمسّك بشريعة أكمل من المتمسّك بشريعة أمرٌ آخر وراءه، فإنّ المؤمن المتعارف من مؤمني شريعة خاتم الأنبياء صلّى الله عليه وآله ـ مع كون شريعته أكمل وأوسع ليس بأكمل من نوح وإبراهيم عليهما السلام ـ مع كون شريعتهما أقدم وأسبق ـ وليس ذلك إلاّ لأنّ حكم الشرائع والعمل بها غير حكم الولاية الحاصلة من التحقّق والتمكّن فيها والتخلّق بها، فصاحب مقام التوحيد الخالص ـ وإن كان من أهل الشرائع السابقة ـ أكمل وأفضل ممّن لم يتمكّن من مقام التوحيد ولم تستقرّ حياة المعرفة في روحه ولم يتمكّن نور الهداية الإلهيّة من قلبه، وإن كان عاملاً بالشريعة المحمّدية صلّى الله عليه وآله التي هي أكمل الشرائع وأوسعها.
    إذن فمن الجائز أن يستهدي صاحب المقام الداني من أهل الشريعة الكاملة ويسأل الله الهداية إلى مقام صاحب المقام العالي من أهل الشريعة التي هي دونها.

    صفحة 415

فهرس الكتاب